الجامعة تقيم محاضرة اللغة والهوية الثقافية

 
 


رعى معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي محاضرة اللغة والهوية الثقافية، والتي قدمها معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، تحت تنظيم معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها وذلك يوم الثلاثاء 27 جمادى الأول للعام الهجري 1439هـ بقاعة عبدالله السليمان بمركز الملك فيصل للمؤتمرات بالجامعة.

وقد تحدث معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري في المحاضرة عن قضايا اللغة والثقافة والهوية قائلاً: بأنه لا يمكن أن تنفصل عن قضايا الأمة العربية الإسلامية جمعاء على تعدد مناحيها واختلاف موضوعاتها، فالحديث عن ضعف اللغة والارتباط بالثقافة وضعف الانتماء إلى الهوية هو حديث ضعف أهل تلك اللغة والثقافة والهوية، وهي أمور تترتب عليها أوضاع كثيرة وتتولد عنها أنواع من الضعف، وتؤثر على أمن المجتمع فكريا وحضاريا، وأضاف معاليه أن اللغة العربية تواجه اليوم العديد من التحديات حيث إنها ثابتة من حيث نطقها ونحوها، ولكنها نامية في أساليبها ومفرداتها ودلالات ألفاظها، كما تواجه مزاحمة شرسة من اللغات الأجنبية التي أصبحت سائدة في كثير من المجتمعات العربية، ومن العاميات واللهجات القومية التي يراد لها تنافس سيادة اللغة العربية، وتضعف حضورها في الحياة العامة وفي مؤسسات التعليم ووسائل الإعلام ومنابر الثقافة، وأشار أن مستقبل اللغة العربية يرتبط باستخدامها المتزايد والجاد في شبكات المعلومات العالمية، من أجل تيسير إتاحة المعلومات عبر الحدود والقارات والحضارات، مؤكدا على ضرورة استعمال اللغة العربية كأداة لنقل التقانة وتوطينها، مما يجعلها لغة منتجة للعلم تتبوأ المكانة اللائقة بها بين اللغات الحية، والمسألة في ذلك تتطلب يقظة أشمل وأعمق وحركة أكبر وأنشط، في إطار التنسيق والتكامل والتعاون والعمل العربي المشترك، على مستوى المنظمات والمؤسسات والجامعات والهيئات المختصة، من أجل تجويد تعليم اللغة العربية لأبنائها وتوسيع نطاق تعليمها لغير الناطقين بها، خاصة في البلاد الأفريقية والآسيوية، وفي أوساط الجاليات العربية الإسلامية في بلاد المهجر، وهذا الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية تؤمن بالرسالة الحضارية للغة العربية، وتحمي الهوية الثقافية للأمة بحماية لسانها، ففي ذلك ترسيخ للكيان العربي والإسلامي الكبير وتقوية لدعائمه.

وتطرق معالي الدكتور في محاضرته إلى القواعد الأربعة التي يقوم عليها تجديد اللغة العربية والنهوض بها وتأهيلها لمواكبة تحديات العولمة، وهي التعامل على أساس أن اللغة كائن حي قابل للتطور، وإحكام العلاقة بين عملية تطوير اللغة وإصلاحها وتحسينها وتجديدها بين المتغيرات التي تعيشها المجتمعات العربية، بحيث تكون عملية التطوير استجابة لتطور المجتمع ونابعة من واقعه المعيش، إضافة إلى الانفتاح على المستجدات في العالم وخاصة في مجالات العلوم والتقانة والمعلومات، وعلم اللغة بكل تفريعاته البحثية المرتبطة به، وكذلك الاهتمام بالجانب القانوني التشريعي في عملية التطوير حرصا على ضبط مساره، والتحكم في نتائجه، واختتم معاليه حديثه بتعريف الهوية ودلالاتها ومعانيها، حيث قال: إن الهوية الثقافية تعنى أولا وقبل كل شيء أننا أفراد ننتمي إلى جماعة لغوية محلية أو إقليمية أو وطنية، بما لها من قيم أخلاقية وجمالية تميزها، ويتضمن ذلك الأسلوب الذي تستوعب به تاريخ الجماعة وتقاليدها وعاداتها وأسلوب حياتها. ولكي يتم المحافظة على اللغة والثقافة والهوية فيجب الجمع بين هذه المقامات الثلاثة في أنساق متجانسة، لتتمكن الأمة من الصمود أمام كاسحات الهويات وماحيات الخصوصيات، فلن يؤدي التفريط في اللغة والإضرار بها والإعراض عنها سوى إلى ضعف الثقافة وهزالها وعجزها عن مسايرة العصر والحوار مع الثقافات الإنسانية الأخرى، وهو الأمر الذي ينتهي إلى ضياع الهوية الذي هو ضياع الشخصية وللسيادة الوطنية.
 
 
 
 

********
 


آخر تحديث
2/13/2018 6:30:32 PM
 

أضف تعليقك
الاسـم :
 
البريد الالكتروني :
 
رقم الجوال :
عنوان التعليق :
 
التـعـلـيـق :
 
أدخل الأحرف
الموجودة في الصورة :